موضوع تعبير عن التاريخ

قيل في التاريخ (إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق)، ولقد قال الفيلسوف الأمريكي جورج سانتايانا عن دور التاريخ في تعزيز حضور الأمة وتفردها، “بلد بلا ذاكرة هو بلد من المجانين، فالتاريخ ماضينا وماضي أجدادنا وآبائنا، ويتحدث عن الرسل والأنبياء، والأمة التي تحفظ تاريخها تحتفظ بذاتها.

التاريخ: هو علم من العلوم الاجتماعية التي تهتم بأحداث ووقائع قد حدثت في الماضي وتحدث في الحاضر، ومحور التاريخ هو الإنسان والوقت الذي يعاصره، وللتاريخ أهمية عظيمة وفوائد عديدة للإنسان، فهو الذي يكشف عن العالم القديم، ويقوم بعمل تصور دقيق له، يحتوي التاريخ على الحضارات والأمم السابقة، ويحفظ تراثها الخاص بها، ومعرفة النتائج التي وصل إليها المجتمعات القديمة والاكتشافات التاريخية، والشعوب السابقة وثقافاتها وعاداتها وأنماط حياتهم، وأهدافها والسياسات التي اتبعتها، وطرق تفكيرها، والتجارب التي خاضتها هذه الأمم لنستفيد منها، فالتاريخ أبو العبر، فكثير من مجتمعاتنا الحاضرة استفادت من  الحضارات القديمة، وتخطت صعاب ومشاكل باستفادتها من قصصهم ودروسهم، وعدم الوقوع في أخطائهم أو الحذر من الوقوع فيها، والبحث عن حلول لهذه الأخطاء فهذا من فوائد التاريخ، التي تخدم حاضر ومستقبل الشعوب، ولتكون مفيدة للأجيال الجديدة في فهم الحاضر، ووضع سياسات من أجل تحقيق مستقبل أفضل، وتساعد الأفراد على معرفة تراث آبائهم وأجدادهم، واعتزازهم بهذا التاريخ، واستنباط العبر، والاقتداء بهم، ويساعد التاريخ على توسيع المدارك المعرفية للإنسان وإكسابه وعياً أعمق بما يدور حوله، كما أن جهل الإنسان بتاريخ الأشياء يفقدها معناها وأهميتها.

فالتاريخ بشكل عام هو العلم بأحوال الناس الماضية، وعاداتهم وأنسابهم وبلادهم ورسومهم، والاستفادة منها، من خلاله نستطيع معرفة حقيقة الأحداث والوقائع ومدى صحتها، ومعرفة وإدراك الحقيقة واتخاذ مواقف من تجارب السّابقين والقدرة على التّخطيط، وربطها بالحاضر الّذي نعيشه، ولولا أهميّة التّاريخ ما وجدنا البحث العلمي المنتظم الذي يولي الدراسات التّاريخية اهتماماً بالغاً حتّى تكون قائمة على أسس دقيقة ومتينة.

فهناك قصص عديدة لشخصيات كثيرة استطاعوا التغلب على الظروف الصعبة والقاسية التي واجهوها، وأشخاص آخرين عاديين، وهو تفسير لواقع أمم كانت، ومعرفة كيفية وصولهم إلى كل الابتكارات والإبداعات التي أنجزوها، وأخذ منهم الدروس والنصح والعظة، فالتاريخ فيه القدوات الصالحة، والتي لها الأثر الكبير على مر العصور.

فالتاريخ يحمل لنا أخبار الأمم السابقة قبل الإسلام وأخبار الجاهلية وأخبار العرب والفرس والروم، وتاريخ الأنبياء، وأحداث الدعوة الإسلامية، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والحضارة الإسلامية.

التاريخ يعلم الإنسان الدروس، ويجعله أكثر وعياً وأقدر على اتخاذ الخطوات المناسبة، هؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بإعادته، فالتاريخ كنز لا نهاية له ولا حدَّ له، فدراسة الماضي يساعد على فهم الحاضر، لأن هناك تكمن أسرار الحكم.