انشاء عن العمل الصالح

الانسان في حياته بالفطرة يسعى إلى انجاز أعمال تقربه إلى الله تعالى ويسعى دوما للوصول لمرضاة الله، فالعمل الصالح هو العمل المحبب لله تعالى الذي يقوم به الانسان لمرضاة الله تعالى وكسب درجات عند الله، العمل الصالح عمل يقوم به الانسان ليزيد من حسناتهن وهو عمل خير يؤدي إلى التقرب من الله تعالى بنية خالصة لوجهه عز وجل، وليست ليراه الناس، أو ليمدحوه، فهو عمل يقدمه الفرد أو الانسان المسلم دون مقابل لا مديح ولا أي عطاء أو جزاء من الانسان الآخر، بعيداً عن النفاق، إنما ينتظر الأجر والثواب من الله تعالى، فالله عز وجل ذكرهم في كتابه العزيز ووصفهم بخير الناس، لقوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ”

حيث يمكن تعريف العمل الصالح بالاصطلاح بأنّه: أي عمل أو فعل أو قول يرضاه الله سبحانه وتعالى من عباده ويقوم به العبد بقصد التقرُّب به إلى الله سبحانه وتعالى، وقيل: هو العمل بما جاء به القرآن الكريم، والسنة المطهّرة، وجميع ما يوافق شرع الله سبحانه وتعالى، ويصحُّ تعريفه بأنه: الانصياع لأمر الله سبحانه وتعالى.

شروط العمل الصالح

للعمل الصالح ثلاثة شروط هي:

  • أن يكون العمل موافقاً لما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فالآية الكريمة تبين أنّه واجب على المسلمين طاعة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتطبيق أحكامه، وعدم مخالفة أمره، فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله لقوله تعالى في كتابه العزيز: (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)
  • أن يكون العبد مخلصاً لله سبحانه وتعالى، في عمله، قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)، فالآية الكريمة تُبين أنّ الهدف الأساسي الجوهري من الدين والإيمان هو إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى.
  • أن يكون العمل مبنيّاً على أساس الإيمان والعقيدة الصحيحة.

أهمية العمل الصالح//

  • تكمن في الأجر والثواب الذي سوف يحصل عليه الانسان من ربه تعالى والدرجات العليا التي سوف يصلها ودخوله الجنة بإذن الله.
  • تحقيق الخير للناس حيث أن الأعمال الصالحة التي يؤديها الإنسان في حياته تؤدي إلى تحقيق مصالح الناس، ودفع الأذى عنهم، فإماطة الأذى عن الطريق من الأعمال الصالحة التي يؤديها الإنسان لكسب الأجر والثواب، لكنها في ذات الوقت تدفع الأذى عن الناس، وتبعدهم عن الضرر.
  • تؤثر بشكل إيجابي بنفس الانسان مما تجعله بعيداً عن الظلم والفساد والحقد والكراهية.
  • زيادة الألفة والمحبة والتكافل في المجتمع وبين أفراده.
  • حفظ الناس لحقوق بعضهم والنظر في حاجات المجتمع.
  • العمل الصالح يُدخل صاحبه في زمرة عباد الله الصالحين، ومن يدخل في زمرة الصالحين فقد فاز بولاية الله سبحانه وتعالى له.
  • استخلاف الإنسان على الأرض، والتّمكين لدين الإسلام، وتحقيق الأمن للعباد بعد الخوف.
  • يورث الحياة الطيبة والهانئة، وتكفير الذّنوبوالسيئات، والثّبات على دين الحقّ لآخر العمر.