موضوع تعبير عن الآمال والطموحات

ما دام الإنسان على قيد الحياة، فعليه أن يكون طموحاً، وصاحب هدف معين وثابت، ويسعي دائماً لتحقيقه، ويدفعه لذلك الإيمان بالله، والثقة به، والأمل في وجهه الكريم والتوكل عليه، وأن يكون مخلصًا في نيته لله تعالى، فلا يطمح إلى شيء ليس فيه فائدة، ولا يسعى إلى ما فيه إضرار للآخرين، بل يجب أن يكون الطموح مقرونًا بالخير وتحقيق كلّ ما هو مفيد، وأن تكون نيته لأجل نيل رضى الله أولًا، وإلا كان الطموح مدمّرًا لا فائدة تُرتجى منه، ولا خيرَ فيه، والمحافظة على الطموح، فهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق، وهو المعيار الحقيقي لاختيار ما هو أنجح، ويكون عنده الرغبة والإرادة الملحة وامتلاك حافز كبير لتحقيقه، حتى ولو احتاج إلى وقت وجهد وتضحية، ومواجهة الصعاب، والتحديات، بالصبر سيبلغ الهدف، ولتحقيق هدفه عليه أن يكون عنده الثقة التامة بنفسه وقدراته، وبمجتمعه، والاقتداء بالأشخاص المميزين الذين حققوا أحلامهم ووصلوا إلى إنجازات كبيرة توازي حجم طموحهم الذي كانوا يسعون إليها.

فالآمال والطموحات: مهمة جداً في حياة الإنسان، فالحياة بلا طموح وآمال تصبح بلا معنى ولا أساس، فهو أساس النجاح في الحياة، فمفتاح النجاح السري هو الطموح، والطموح هو هدف له مستوى مُحدَّد، يتطلع الشخص إلى إنجازه وتحقيقه في أحد جوانب حياته، ويختلف باختلاف جوانب الحياة، فعلى الإنسان أن يبتعد عن الملل والكسل والتقصير، فهذا الحائل بينه وبين تحقيق آماله وطموحه، وعليه أن يستفيد من تجاربه ومن خبرات الآخرين، حتى لو أخطأ فلا يوجه اللوم للآخرين أو يعلق مشاكله وأخطاءه عليهم، فهذا لا يجوز، فعليه أن يوجه اللوم أولًا لنفسه، وأن يراجعها فيما قصر، ويبدأ في تغيير نفسه وخطته،  ويلائمها مع الظروف المحيطة، حتى لو عجز عن التغيير فيكون قد كسب شرف المحاولة، ولن يخسر، فالجميع يريد التغيير للأحسن ويتمنّاه، فكن مبادرًا له، واشعر بالتفاؤل، وانظر إلى نصف الكأس المليء وليس الفارغ، ارتقي بنفسك إلى النجاح، ولا تيأس أبدًا، فقد تكون على بعد خطوة واحدة من الأمل المرجو والحلم الذي حلمت به كثيراً، والهدف الذي تريد تحقيقه.

واعلم أنّ الأمل هوّ سر النجاح، فالإنسان المتشائم ذو الشخصية الضعيفة ويهوى الكسل والنوم العميق، لا يسمو ولا يبحث عن تحقيق أهدافه، فهو إنسان فاشل، فليست عنده الرغبة للوصول إلى أهدافه وتحقيقها، سيندب حظه كثيراً، ويتحسر ويندم ولكن بعد فوات الأوان، بعد ضياع الفرص السابقة، فينفر منه المجتمع ولا يمكن أن يعتمد عليه، فالطموح فطري ولكن لتحقيقه يحتاج إلى إنسان شخصية قوية، عنده قوة العزيمة الصلبة للوصول إليه، فليست بسهولة يمكن تحقيق هذه الرغبات، فالحياة جهاد وكفاح، بذل وعطاء، تعب وشقاء، وتحدي للصعاب لكي يتحقق للإنسان ما يتمناه، فالإنسان الذي لا يكترث بالطموح هو في الحقيقة إنسان لا مبالي، ولا يسعى لإنجاز أي شيء في الحياة، ويعيش حياته دون أن يُفكّر في صنع الإنجازات.

أدعو الله أن يوفق الجميع، وأن يحقق لكل منا أهدافه، وطموحاته، وآماله، ودوماً بالتوفيق والنجاح.