موضوع تعبير عن الأمانة
رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصف بالصادق الأمين لصدقه وأمانته، وهذا يدل على حسن خلقه، فعلينا الاقتداء به صلى الله عليه وسلم، فالأمانة صفته عليه أفضل الصلاة والسلام، كما أنها صفة الأنبياء والمرسلين، فالأمانة من الأخلاق الجميلة والنبيلة التي يمكن أن يتحلى بها الشخص، فهي ذات أهمية عظيمة في حياتنا، فانتشار الأمانة يؤدي إلى تماسك المجتمع، وزيادة قوته وترابط العلاقات بين أفراده، وتخلق جواً من المحبة، والألفة، والثقة بين أفراد المجتمع، وتعزز الشعور بالسكينة، والألفة والمحبة، واتقان العمل، وتقدم المجتمع وارتقائه، لشعور الناس بأن حقوقهم محفوظة ولا سوء يمسها، وتقل المشكلات بينهم وتعزز الأخلاق الحميدة النبيلة، بعكس الخيانة التي لو انتشرت في المجتمع، تؤدي إلى فساده وتفككه ويؤدي إلى الفرقة، والتفرقة بين الناس، وانتشار الجرائم فيه، وهلاكه، ودماره.
فالأمانة: هي إعطاء كل ذي حق حقه، وتكون في أمور الإنسان الدينية والدنيوية، فهي متعلقة بالله وبالنفس وبالعباد، فعلى كل مسلم المحافظة عليها ويؤدي حقوق الناس، ويؤدي الأمانة على أكمل وجه، فالمسلم الحق هو الذي يؤدي الأمانة لصاحبها، فالأمانة خلق عظيم من الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، فالأمانة عرضها سبحانه وتعالى على السماوات والأرض أبت أن تحملها، ولكن حملها الإنسان، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، لقد أمر الله تعالى بأداء الأمانات إلى أهلها كاملة غير منقوصة؛ حيث قال في كتابه: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ)، وهذا دليل على عظمة الأمانة ومكانتها عند الله سبحانه وتعالى فقد ذكرها وركز عليها في كثيرٍ من الآيات القرآنية، وكذلك في الأحاديث النبوية الشريفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك)، فالشخص الأمين يفوز برضى الله سبحانه وتعالى، ويكسب الحسنات والأجر العظيم، وحب الآخرين واحترامهم.
والأمانة: تكون في الأشياء المادية والأشياء المعنوية، فالأمانة في أمور العبادة، كالصلاة والصوم والزكاة وحفظ الدين والتمسك بالتعاليم التي أوصانا بها الله سبحانه وتعالى في آياته ورسوله الكريم في أحاديثه الشريف، وأيضاً الصحة فهي أمانة منحنا إياها العلي العظيم، وحفظ النفس، وعدم استخدام الجسم في أي مكروه كالسرقة أو القتل والتعدي على الآخرين وحقوقهم، وحفظ أموال الناس، وحفظ الأسرار، والعرض فعلى كل إنسان أن يحافظ على عرضه، وعرض أهله، ووطنه، والحفاظ على اتقان العمل، والحفاظ على عمله لأنه مسؤولية تقع على عاتقه، والزوجة والأبناء بتربيتهم التربية الصالحة، وتنشئتهم تنشئة سليمة، ويعلمهم الأخلاق الحميدة، وتوجيههم إلى الطريق الصحيح، فأبناؤنا أمانة في أعناقنا نسأل عنها يوم الموقف العظيم فعلينا الحفاظ عليهم.