انشاء عن الطموح
يقول الشاعر أبو القاسم الشابّي:
ومن لا يُحبُّ صعودَ الجبالِ يَعِشْ أبَدَ الدّهرِ بينَ الحفرْ
الطموح كلمة بسيطة اللفظ، قليلة الحروف، لكنك عند نطق هذه الكلمة تشعر بثقل وعظمة في نطقها فهي كلمة قيمة عظيمة ذات معنى كبير وجميل، فالإنسان في هذه الحياة لديه أمنيات وأحلام وخطط يمشي عليها ليصل لأهدافه، فالإنسان بطبيعته يطمح لإنجازات ومهمات كثيرة يسعى لتحقيقها، وبما أن لديه خطة مرسومة من قبله فإنه يسير على تلك الخطة ويثابر ويسعى للوصول لأهدافه ليحقق ذاته وشخصيته، وعلى الانسان في هذا الطريق أن يتطلع لمن حوله من أشخاص ثابروا وكان لديهم طموح عالي وحققوا أهدافهم وإنجازاتهم، وذلك ليقتدي بهم ويعرف أنه لا مستحيل ولا مفر من تحقيق أهدافك وأنهم حافز له للسمو بأهدافه للأعلى وأنه يجب عليه أن يثابر ويجاهد ويعمل بكثرة للوصول لهدفه ولراحته.
فالطموح بمعناه يعتبر حافز يتولد داخل الأنسان ويدفعه نحو تحقيق أهدافه وبلوغ تطلعاته في الحياة لذلك يعد الطموح أحد أهم مقومات النجاح في الحياة وبدون الطموح لا يمكن للإنسان الوصول إلى أي شيء.
الفرد الطموح يجب عليه أن يتصف بعدّة صفات وميِّزات، أهمّها:
- يجب أن تكون لديه نظرة متفائلة للحياة بعيداً عن اليأس، وأن تكون لديه خطة مدروسة جيداً للوصول لأهدافه المستقبلية.
- لا يتَّكل على الآخرين، ولا يؤمن بالحظّ، بل يمتلك حسَّ المسؤوليّة، والاعتماد على النفس، والمُثابَرة.
- لا يخاف، ولا يجزع من عدم ظهور النتائج المطلوبة بشكل سريع.
- لا يقنعُ بما هو قليل، ويسعى دائما إلى نَيل المطلوب، ولا يرى أنّ مستواه الحالي مُقنِع، أو أنّه أفضل ما يمكن أن يصل إليه؛ لذا يسعى دائماً إلى تطوير مستواه، والنهوض به.
- لا يقتنعُ بوجود الحظّ، ولا يرى أنّ مستقبل الإنسان ثابت بحيث لا يُمكن تغييره، كما أنّه لا يسمح بأنّ تتحكَّم الظروف بسَيْر الأمور.
- لا يشعرُ بالفشل بسبب معاودة جهوده، ويُصرُّ على تحقيق أهدافه، ويتحمَّل كافّة الصِّعاب في سبيل الوصول إليها، كما أنّه يُؤمن بأنّ المثابرة، وبَذْل الجهد، هما أساس التغلُّب على الصِّعاب.
- يجب أن تكون لديه روح المغامرة والمنافسة والمسؤولية العالية، ولا يهاب الفشل.
أنواع الطموح//
تتعدد أنواع الطموح حسب الفئة ونوعية الطموح فيوجد اجتماعي وفردي ويوجد طبيعي وشبيه بالخيالات المرضية:
- الطموح الاجتماعيّ: نجد أنّ طموح الشعوب الفقيرة، يختلف بشكل كبير عن طموح الشعوب في الدُّول المُتقدِّمة؛ فالشعوب الفقيرة تطمح دوماً إلى تحقيق قَدْر مُعيَّن من العَيش، ولا ترغب بالكثير، أمّا الشعوب المُتقدِّمة، فهي ترغب بمستويات عالية من الطموح، والوصول إلى حالة من الرُّقِي، والرفاهيّة، والغِنى، وبذلك، فإنّه كلَّما ازدهر المجتمع وتَقدَّم، تكون الطموحات على مستوى عالٍ، بحيث تتناسب مع الواقع، ومستوى التطوُّر، كما أنّ الطموحات داخل المجتمع نفسه لا تتشابه؛ فالطموح يختلف من زمن إلى آخر، ومن فرد إلى آخر.
- الطموح الفرديّ: وهو الطموح الذي يخصُّ شخصاً واحداً، سواء كان الطموح الذي يرغب فيه، في المجال المهنيّ، أو العِلميّ، أو السياسيّ، أو الرياضيّ، أو المدرسيّ؛ فكلّ شخص يملك الحقَّ الكامل في تَبنّي مستويات الطموح التي تتناسبُ مع بيئته، وقدراته، وإمكانيّاته.
- الطموح الطبيعيّ: وهو الطموح المَبنيّ على ما يملكه الفرد من قدرات، وإمكانيّات، تُمكِّنُه من تحقيق طموحه؛ فإن واجهَ الفرد أيّ تحدّيات، أو عوائق، فسيكون قادراً على تجاوُزها؛ لأنّ إمكانيّاته تسمحُ له بذلك.
- الطموح الشبيه بالخيالات المَرضيّة: وهو الطموح الذي يدلُّ على رغبة صاحبه في التخلُّص من حاله المُؤلِم، وشعوره بالإحباط؛ وذلك بسبب بُعْد طموحه وخياله عن واقعه السيِّئ، وهو ما يحول دون تحقيق طموحاته.