انشاء عن الصديق الوفي هو الذي يمشي إليك عندما يمشي الجميع بعيداً عنك

الصداقة كنز لا يفني

الصداقة هي عبارة عن علاقة نبيلة وعظيمة، سامية لا تنطفئ بسهولة فهي علاقة مبنية على أسس متينة من ح واحترام ووفاء ومودة، الصداقة من العلاقات النادرة التي تحقق وتنمي الحب والوفاء والإخلاص بين شخصين أو أكثر من أبناء المجتمع، فالصديق الوفي يكون بمثابة أخ لنا عندما يكون وفي ومخلص، ولا يتمنى لنا سوى الخير، وشخص نثق به ثقة عمياء، يكون نعم الأخل ونعم الصديق ونعم الرفيق الذي لطالما يقف بجانبنا في السراء والضراء، فالصديق الحقيقي الوفي هو الشخص الذي يساند صديقه ويساعده في أشد الأوقات، هو الذي إذا رأى صديقه على حق أيده وإذا رأى منه عيب أو خطأ نصحه وبين له طريق الصواب، هو الشخص الذي يأخذ بيدنا للأمام، هو من يشجع صديقه على الخير والتحلي بمكارم الأخلاق، هو من ينمي روح المثابرة والنجاح والاجتهاد في نفس صديقه.

الصديق الوفي هو من يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا، هو من لا يترك صديقه في منتصف الطريق ويمشي تاركاً يده، بل انه يشجع صديقه ويأخذ بيده للنهوض والوصول إلى القمة، فالصداقة علاقة ترابط لا تولد وتتكون بسهولة ولا تموت وتتفكك بسهولة، فالثقة هي أساس هذه العلاقة، وإذا ذهبت الثقة بين الأصدقاء فلا أساس لعلاقتهما ولربما تنكسر بأخف وأتفه الأسباب.

الصديق الوفي يعرف والصديق الغير وفي الغير حقيقي يعرف، فعند تعرض الانسان لعقبة في حياته يعرف صديقه الحقيقي والوفي، فالصداقة لها أساسيات وشروط إذا فقدت أحدها تفقد وجودها: كالوقوف بجانب صديقك بالسراء والضراء، ومشاركته أحزانه قبل أفراحه، أيضاً تقبل كما هو على شخصيته لان علاقة الصداقة لا يكون فيها مساومة على شخصية صديقك أو نفسه، تقديم النصح له في أوقات الحاجة، حفظ أسراره وكتمانها وعدم البوح بها، أن تحب لصديقك ما تحب لنفسك، تشجيعه على فعل الخير وعلى العمل للوصول لأعلى المراتب، ورفع معنوياته للوصول إلى القمة.

فالصداقة تكون بتلاحم الأصدقاء كأنهما شخص واحد لا يستغني أحدهما عن الآخر، فهي علاقة متينة جذورها الوفاء والثقة والمحبة، وهذا الشيء لا يدل على أن الصداقة تقاس بطول السنين وعددها بل تقاس الصداقة المواقف، فهي من تحكم على شدة العلاقة وقوتها ومتانتها.

فالصداقة كالصحة لا تعرف قيمتها إلا إذا خسرتها.

فالصديق الحقيقي هو الذي تكون أفعاله عباره عن إنعكاس لظنونك فيه.. شخص لا يٌمكن أن يٌخيب ظنك فيه للأبد، وهو الذي يرفع شأنك بين الناس و تفتخر بصداقته و لا تخجل من مصاحبته و السير معه، فهو الشخص الذي تفتح قلبك أمامه وتجر كل همومك دون خجل أو استحياء منه ومن ردود أفعاله، فإن امتلكت هذا الشخص فإن الحياة تكون قد أعطتك نعمة كبيرة وشيء جميل يستحق المحافظة عليه، فمن امتلك صديق صادق وفي صدوق مخلص لك تمسك به وحافظ عليه، لأن الانسان بلا صديق كأنه بلا ذراع وحامي له.