إنشاء عن الصديق

الصديق وقت الضيق.

يقول الشاعر: سلامٌ على الدنيا إن لم يكن بها صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفاً

الصداقة كنز من كنوز الحياة، وشيء جميل يحدث في حياة الانسان، فالصداقة عبارة عن ترابط وتماسك بين شخصين أو أكثر، تربطهما علاقة متبادلة من الود والمحبة والألفة، فهي علاقة قائمة على صفات المشاركة والتقاسم والحب والوفاء، عندما يصادق الانسان شخص يرافقه في حياته في دربه ويسلكان طريقهما معاً فيكون حافظاً لسره، مساعداً له، يكون الصديق كالأخ، فهو بمثابة أخ لم تلدم الأم.

حيث أن الإسلام ذكر عن الصداقة الكثير والكثير ومن أهم ما ذكره الإسلام هو كيفية اختيار الصديق الصالح.

فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ، كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكيرِ. فحاملُ المسكِ، إمَّا أن يُحذِيَك، وإمَّا أن تَبتاعَ منه، وإمَّا أن تجِدَ منه ريحًا طيِّبةً. ونافخُ الكيرِ، إمَّا أن يحرِقَ ثيابَك، وإمَّا أن تجِدَ ريحًا خبيثةً “، رواه مسلم.

ففي هذا الحديث الشريف حث رسولنا الكريم صلوات الله عليه على اختيار الصديق الصالح ديناً وخلقاً، وحذر من صديق السوء، لأن المرء على دين خليله، فالصديق الصالح أو الصديق السوء يجر صاحبه على أخلاقه ودينه، فمن كان مخلصاً وذات دين وخلق حسن يكون ناصح لصديقه ومحب للخير له دوماً، والعكس فالصديق السوء يجر صاحبه للمنكر والمعاصي والفعل الرديء والسيء ويجلب له كل ما هو سوء وضار ويؤثر عيه بشكل وصورة سلبية.

فالصداقة ليست بكلمة بسيطة بمدلول صغير فما يكمن تحتها له مساوئ ومحاسن وذلك يعتمد على اختيارك لصديقك، فقال صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخال”

الصديق له أهمية كبيرة في حياة الانسان ولا سيما الصديق الخلوق الصادق الصدوق الحسن الخلق والدين، فالصديق يرتقي بصديقه لمستواه فالصديق الحسن ينشر حسن أخلاقه ومعاملته لصديقه فيعدل من حاله، والصديق لا يكون فقط وقت الفرح والرخاء، الصديق تكون مشاركته ل في كل الأوقات ولا سيما أوقات الشدة والعناء والمصائب، فمن خلال المحن التي تتعرض لها تعرف صديقك الجيد من السيء، تعرف عدوك من صديقك، فالصديق الجيد يشاركك جميع أوقاتك، يساندك ويرفع من معنوياتك، وهذا بدوره له تأثير كبير ليس على الأفراد فقط بل على المجتمع بأكمله، فمن خلال العلاقات الجيدة تنمي القوة والترابط بين المجتمع بأكمله وتزيد من الألفة والمحبة بينهم.

الصداقة مثلها مثل أي علاقة محبة فالصداقة ليست بعلاقة تتغير مع مرور الزمن فهي صالحة لكل زمان ومكان، والصداقة لها شروط لتكون حقيقية/

  • أن تكون ناصحاً لصديقك ومنور له طريق الخير.
  • أن تقف معه وتسانده في السراء والضراء.
  • أن تكون حافظاً لسره وساتراً لعيوبه.
  • أن تلتمس له الأعذار وتسأل عنه إن غاب، ولا تكثر من اللوم والعتاب.
  • أن تشجعه على النجاح والمثابرة والعمل، والتحلي بمكارم الأخلاق.