موضوع تعبير عن الأم للصف الرابع الابتدائي

الأم

الأم هي: نبض الحياة، فيا لها من كلمة تحمل في طياتها أسمى وأعظم معاني في الوجود، فالأم هي الحب، والحنان، والعطف والرحمة، والسماحة، والكرم، وهي من تعطي للحياة معنى، حيث تضفي على أبنائها جو من البهجة والسرور، هي التي تجمعهم حولها، تسامرهم، تحكي لهم، تسمع قصصهم، وتحل مشاكلهم، لا تمل ولا تضجر منهم، لا بل تخلق لهم الجو الممتلئ بالحب والدفء، وتفتح لهم صدرها ليخرجوا ما بداخلهم.

حقاً إنها نبع الحنان، ومصدر الأمل والتفاؤل، فهي النعمة التي أرسلها سبحانه وتعالى لنا، فعلينا الحفاظ عليها، واحترامها وطاعتها، وبرها، ولا نغضبها، فهي من حملت تسعة أشهر في بطنها، وتحملت آلام الولادة، وأرضعتنا من حليبها الدافئ شتاءً، والبارد صيفاً، فقد سهرت الليالي في سبيل راحتنا، وتخفف عنا آلامنا في مرضنا، فلم يغمض لها جفن إلا عند الاطمئنان علينا وعلى سلامتنا، هي المدرسة الأولى التي علمتنا، وغرست فينا المبادئ والسلوكيات التي علينا اتباعها مع العالم الخارجي، فأحياناً الأب يكون مشغولا في جلب الرزق لأبنائه، ويغيب فترات طويلة عن المنزل، ولكن هي التي تتعايش معنا ومع ما نواجه في الحياة من ظروف ومشاكل وتساعدنا وترشدنا، تعلمنا القراءة والكتابة، بجانب المدرسة، تساعدنا في حل الواجبات المدرسية والاستعداد للامتحانات والاختبارات، فلا يمكن الاستغناء عنها في أي مرحلة من مراحل العمر، حتى عندما نكبر تنظر إلينا وكأننا الأطفال الصغار المسؤولين منها، وتحمل همنا، وتفرح لفرحنا، وتحزن لحزننا.

فديننا الحنيف “الدين الإسلامي” قد كرم المرأة تكريماً لم يكرمها مثله أحد من الأديان أو الشرائع، فرفع من مكانتها، ودعا وحث على برها وكسب رضاها، فالله عز وجل جعل رضاه من رضاها، ويغضب على من تغضب عليه أمه، فلن تر الخير إلا برضاها، فتحل البركة في الصحة والمال والعيال برضاها، وتنزع البركة بغضبها ، فقد قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه، حملته أمه وهنا على وهن)، وقد أوصانا بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وتوضح ذلك عندما جاء الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله من أحق الناس في صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أباك.

فكل التقدير والإجلال، والاحترام والعرفان، لكل أم ضحت بالغالي والنفيس في سبيل إسعاد أبنائها، وتقديم الخدمات لهم بدون أي مقابل، فلكل ابن وابنة، بروا أمهاتكم وآباءكم قبل فوات الأوان، فكل لحظة قد مضيتها بعيداً عنهم، ولم تبرهم وتحاول كسب رضاهم، فستندم ندماً شديداً، ولكن يا للخسارة بعد فوات الأوان، وفي الوقت الذي لا ينفع فيه الندم، فبعد وفاة الأم ينادي منادي من السماء فيقول: (يا بن أدم ماتت من كنا نكرمك من أجلها، فأعمل عملا صالحا نكرمك من أجله).