موضوع تعبير عن الأم المثالية

الأم هي الركيزة الأساسية في المجتمع، فهي صانعة الرجال، ومربية الأجيال، هي المدرسة التي تعدنا لمواجهة الحياة وظروفها، وتقدم لنا التعليم والتربية، فهي مصدر الحب، ومنبع الحنان، هي التي تحمل في رحمها تسعة أشهر فقد قال تعالى: “وحملته وهنا على وهن”، وتحملت آلام الميلاد، وبمجرد رؤية جنينها نسيت كل التعب والمشقة، وسهرت الليالي لراحته، وخففت عنه الآلام، وكانت الأمل عند اليأس، والقوة عند الضعف، والفرح عند الحزن.

الأم المثالية: هي ليست الأم التي تهتم بالغذاء والملبس والمشرب فقط، فالأم المثالية هي التي تغذي روح الطفل بالمبادئ والتعليمات التي دعانا إليها دينا الحنيف، الدين الإسلامي، وتغرسها في نفس طفلها منذ نعومة أظافره، فقد تحتاج إلى وقت وجهد وتعب كبير لذلك، ولكن النتيجة ستكون إخراج رجال ونساء يستفيدوا، ويفيدوا مجتمعهم، صالحين يمكن الإعتماد عليهم،  فالأم المثالية هي التي تربي أبناءها التربية السليمة والصحيحة، فهي المسؤولة الأولى عن تربية الأبناء، وتساعدهم في التخطيط لمستقبلهم بشكل سليم، فهي ليست الأم فقط، فهي الصديقة لأبنائها تشاركهم كل ما يجول في خواطرهم وعقولهم، من أفكار، وتتناقش معهم في كل أمورهم، وتكون على علم تام بكل ما يواجه أبناؤها من مشاكل داخل أو خارج البيت.

فالأم هي الشمعة التي تشتعل كي تنير الطريق لأبنائها، والتي تتحمل كل المشاق والمتاعب، لتصل بأبنائها إلى بر الأمان، وإلى السعادة المرجوة، وهي اللؤلؤة، التي تتلألأ لتضيء حياتنا، وهي الكنز الثمين، لأن الله تعالى جعل لنا جنة تحت اقدامها.

ولا نستطيع أن نغفل عن دور الإسلام ديننا الحنيف عن تكريم الأم، فقد كرم الأم بذكرها في الكتاب الجليل “القرآن الكريم”، فقد قال سبحانه وتعالى في الأم: “ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً“. والرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على برها، وكسب رضاها، ولقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: “أمك”. قيل: ثم من؟ قال: “أمك”. قيل ثم من؟ قال “أمك”. قيل ثم من؟ قال: “أبوك”)

فكل الشكر والتقدير والعرفان لكل أم ضحت بنفسها، وبأجمل أيام لها وبصحتها، وبكل ما تملك في سبيل سعادة أبنائها، فالأم هي أغلى ما نملك، فلا ثمن لها، فلو ملكت أموال طائلة وخسرت الأم وكأنك لم تملك شيء، فالأم أغلى من كل أموال الدنيا، فبرها وأكسب رضاها قبل فوات الأوان، قبل أن تتركك، وحدك في هذه الدنيا، تشعر بالندم على كل ما فاتك من وقت، وأنت لم تقضه معها، وترضيها لترضي الله عز وجل.

أسأل الله المولى العزيز أن يحفظ أمهاتنا جميعاً، وأن يبارك فيهن، ويمتعهن بالصحة والخير، ويبعد عنهن أي شر أو سوء، ودمن ذخراً لنا.