الأخوة في الإسلام

الأخوة يعني الترابط القوي المتين القائم على قواسم مشتركة قائمة بين شخصين، كالنسب، أو العرق، أو الدين، أو الوطن، هي علاقة قائمة على التعاون لفعل خير من أجل تحقيق مصلحة أو هدف معين.

لكن الأخوة في الإسلام جاءت بمعايير مختلفة حيث أنها موثقة بميثاق أعظم وأهم من نسب وعرق ووطن ألا وهو ميثاق رباني وهي الأخوة لإرضاء الله سبحانه وتعالى جل جلاله بعظمته وقدرته، محبة للوصول إلى الجنة، ودخول أعلى المراتب، فالأخوة الحقيقة هي الأخوة الإيمانية وهنا دليل قاطع.

حيث قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

فالأخوة لمرضاة الله عز وجل هي أخوة عظيمة حيث من شأنها تجمع بين غني وفقير، بين حر وعبد، بين أبيض وأسود دون تفاضل ومقارنات وفروق فهو دين بعيد عن التمييز والمفاضلة حيث أن أساس المفاضلة بين الناس التقوى.

لقوله تعالى في كتابه العزيز: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”

وأيضاً قوله تعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ” وهنا تبين الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر كافة من أصل واحد ومن سلالة واحدة لا يتميز أحدهم عن الآخر في أصله ومرده إلى الله عز وجل.

عن الحديث عن الاخوة في الإسلام يجب على المؤمنين نصرة بعضهم البعض، والدفاع عن الظلم ورد السوء عنهم، والاتحاد في وجه الظلمات والعوان والحروب التي تواجه المجتمع الإسلامي.

حيث أن الاخوة تجعل المسلمين مترابطين متماسكين يسعون لتحقيق أهداف مشتركة ومصالح سامية، وتكون سبب في نشر المحبة والتكافل والرحمة، والتعاون على فعل الخير ودفع الضرر مما يساعد في التأثير بشكل إيجابي على المجتمع والقضاء على المشكلات التي تسلب مصلحة المجتمع الإسلامي.

  • الأخوة في الإسلام وقاية من الكره والتباغض بالقلوب

حيث أن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حث الإخوة في الإسلام المتحابين في الله بعدم التباغض والكراهية والتحاسد، حثهم على الحب والتعاون حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ)).

فيجب على المسلم ألا يبغض بعضهم البعض ولا يتحاسدوا ولا يتقاطعوا لأن المسلم للمسلم كالبنيان يشدد بعضهم البعض فهم بتواجدهم معاً يعملون على هداية بعضهم بعضاً وتقويم بعضهم بعضاً.

 

  • الأخوة في الإسلام تعمل على الوقاية من الحسد والغل:

فالحسد بين الإخوة المتحابين في الله، المتمسكين بشرائعه – لعبةٌ شيطانية، حذر منها الرسول الكريم، فقال -صلى الله عليه وسلم- قولَه المأثور الكريم: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم))؛ رواه مسلم.

 

  • الأخوة في الإسلام تبعد عن الخصام والتناحر:

تجعل الإخوة حريصين أن ترفع أعمالهم الصالحة؛ لأن المتخاصمين المتناحرين لا ترفع صلاتهم إلى الله، ولا تقبل حسناتهم وهم متخاصمون، والأخوة – التي غايتها وجه الله الكريم – توجب الصلح، والوفاق، والمحبة بين الإخوة.

 

  • الأخوة المسلمين لا تحدث بينهم الغيبة:

حيث نهى الإسلام عن كشف الأسرار وهتك الأعراض وغدر الأمانات وذلك ما يميز علاقات الأخوة في الله المتحابين لإرضاء الله. 

 

  • هذه العلاقة فيها وقاية من السب، والتلاعن، والتناحر، وفحش القول:

فالأخوة الخالصة لوجه الله متحررةٌ من كل أسباب الخصومة، فلا يوجد في المجتمعات المتآخية:

أخ يسب أخاه؛ لأنه أدعى للفسوق؛ فعن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر))