موضوع انشاء عن الوطن

الوطن كلمة حروفها قليلة ولكنها تحمل في طياتها معانٍ كثيرة وعظيمة، فالوطن ليست المكان الذي نعيش فيه، فهو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فهو ميراث أجدادنا وآبائنا، وسنورثه لأبنائنا، فالوطن هو الأم التي تجمع شملنا، هو المكان الذي نشأنا وترعرعنا فيه، وتنعمنا في خيراته، أكلنا من طعامه اللذيذ، ارتوينا من مائه العذب، تنفسنا هواءه النقي، وعشنا بسلام وهدوء تحت ظله، وفيه الذكريات والمواقف التي مرينا فيها، فحب الوطن يولد معنا، فهو أمر فطري، وحبه فخراً وعزاً لكل شخص، فعلينا المحافظة على الوطن، والدفاع عنه، والإخلاص له، وأن نفديه بأرواحنا.

فعلينا كأفراد في الوطن أن نتعاون، ونبقى يد واحدة، فلا يستحق الإنسان العيش في وطن لا يحبه، ويدافع عنه بكل ما يملكه، بكل ما أوتي من قوة، فالوطن هو العز والكرامة والمجد، فلا حياة للإنسان بلا وطن ينتمي إليه، وعلينا كأبناء للوطن أن نصد عنه كل سوء أو خطر قد يؤثر عليه سلباً، وأن لا نتخلى عنه في المحن والشدائد والصعوبات، وأن نسعى إلى ازدهاره ورخائه واستقراره، ولا نسمح لأي عدو غاشم أن يمس بأمنه وأمانه.

فقد قال الشاعر في حبه للوطن:

بلادي لا يزال هواك مني

كما كان الهوى قبل الفطام

أقبل منك حيث رمى الأعادي

رغاماً طاهراً دون الرّغام

وأفدي كلّ جلمود فتيت

وهي بقنابل القوم اللئام

لحى اللّه المطامع حيث حلت

فتلك أشدّ آفات السلام

فحب الوطن أمانة في أعناقنا، وواجب علينا كآباء وأمهات أن نعلم أبناءنا منذ نعومة أظافرهم حب الوطن، ونغرس فيهم المبادئ والتعليمات التي تعلمهم كيفية حمايته والمحافظة عليه، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد لخدمته، فبذلك نكون قد أنشأنا جيل قوي يضحي بروحه من أجل الدفاع عن وطنه، وعدم التفريط ولو بشبر منه وعدم السماح بالتعدي عليه أو المساس به أوبأي من مكوناته، فكم راقت دماؤهم على أرض أوطانهم دفاعاً عنها، وعن حريتها، وكرامتها، وغير ذلك علينا إعماره والعمل على ازدهاره في جميع المجالات تعليمية، صحية، أمنية، وغيرها، وعلينا أن نرفع شأنه، ونعلي رايته، وأن نقدم أعز ما نملك من مال ونفس وولد ودم، فداء لوطنهم الغالي والنفيس.

فرسولنا الكريم حزن حزناً شديداً لفراق وطنه مكة المكرمة، فعن ابن عباس رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لمكة: “ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك”، فالإنسان لن يجد نفسه وسعادته إلا في وطنه، ولن يستطيع تحقيق أهدافه إلا فيه، فلا حياة بلا وطن، فيه يحس الإنسان بالحب والدفء والحنان، ويجد أهله وأصدقاءه وأحباءه الذين يحبونه ويساندونه، ويظل حب الوطن محفور بداخله لا يخرج لأي سبب، وعندما يبعد عن وطنه يشعر بالغربة والوحدة، والشعور الذي ينتابه هو العودة للوطن .