مقدمة انشاء عن الاخلاق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن)

الأخلاق هي المبادئ والطباع والصفات التي يتحلى بها الإنسان، فهي التي تعكس كل ما في قلبه وتظهر في تصرفاته، فعلاقة الأخلاق بالإنسان كعلاقة الجسد بالروح، فبالأخلاق الإنسان يستطيع أن يحافظ على نفسه، وهيبته، وكرامته، كما أنه يحافظ على إنسانيته، وتجعله محبوبا وترفع مكانته، ومقامه بين الناس وتزيد أجره وثوابه عند رب العالمين لأنه يحاسب عليها الإنسان في الدنيا والآخرة ، فالأخلاق هي الأساس الذي تبنى وتقام عليه حياة الإنسان، ونهضة الأمم والشعوب، وعلى كل شخص أن يهتم بها ويضعها أمام عينيه عند تعامله مع الآخرين، فالأخلاق هي جوهر وروح الرسالات السماوية الثلاث، وبالأخص ديننا الحنيف الدين الإسلامي الذي دعا للتحلي بالأخلاق الحسنة فقد تحدث عنها نبينا العظيم ورسولنا الكريم “عليه أفضل الصلاة والسلام” وحثنا على مكارم الأخلاق فقال عليه أفضل الصلاة والسلام” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فالدين الإسلامي منذ بداية الدعوة الإسلامية دعانا إلى حسن الأخلاق، والتحلي بها، وذلك ليوضح مدى أهمية الاخلاق على كل من الفرد والمجتمع، فبالأخلاق الحسنة نهضة وصلاح المجتمع فبها نستطيع أن نحصل على مجتمع خالٍ من الأحقاد والجرائم، فهناك من المجتمعات التي فترت العلاقة بين أفرادها، بل وانهارت بسبب فساد أخلاق أفرادها، وعدم تحليهم بالأخلاق التي لها الدور الكبير والإيجابي في حياتهم وسلوكهم وفي مجتمعاتهم فلا يمكن لأي مجتمع الاستغناء عن الأخلاق، فالكثير من الشعراء والأدباء مجدوا الأخلاق ومنهم أمير الشعراء “أحمد شوقي” في بيته الشعري المعروف والمشهور حيث قال فيه:

” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ………. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.

كما قال أيضاً:

” وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ……. فأقم عليهم مأثما وعويلا”.

فكل منا يجب عليه أن يتحلى بمكارم الأخلاق وتكون نابعة من داخله، ويخالق الناس بخلق حسن فالأخلاق ليست كما يشاء الشخص، لا بل هي متصلة ومترابطة مع بعضها البعض فلا استثناءات فيها، فهي ليست مهمة في مواقف ولا أهمية لها في مواقف أخرى بل الأخلاق مهمة في كل الأماكن والمواقف فهي منزهة عن الاهداف، ولا مصالح شخصية تحكمها، فقال صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”، فالإنسان يزداد جمالاً كلما كانت أخلاقه أفضل وأحسن، فيتحلى ويتسم بالأخلاق الحسنة كالأمانة، والمحبة، والصدق، والعدالة، والرحمة، والإحسان، واللين، والمسامحة، والتعاون، والإيثار والوفاء بالوعد. وتجنب الأخلاق السيئة التي تجلب له الكراهية والحقد من الآخرين، فالشخص الخلوق هو الذي يتميز بالأخلاق الحسنة في كل وقت بدون قيد أو شرط.

فعلى الدولة وعلى الآباء والأمهات تربية الأجيال القادمة تربية سليمة لأنها هي أساس الأخلاق الحميدة.