موضوع تعبير عن ظاهرة مقاهي الانترنت

مقهى الإنترنت: هو صالةٍ تشبه المقهى العادي، ولكنها تحتوي على أجهزة حواسيب منفصلة وملحقاتها تؤمن خدمة الاتصال بشبكة الإنترنت مقابل مبلغ مادي معين، ويهدف صاحبها التجارة والاستثمار، ويمكن للمستخدمين الاشتراك شهرياً، أو أسبوعياً، أو بالساعة حسب الرغبة وحسب الخدمة المقدّمة من المقهى، وقد يقدم المقهى المأكولات والمشروبات بالإضافة إلى خدمة الإنترنت لزيادة الاستثمار وبعض الحالات تكون خدمة الإنترنت في هذه المقاهي مجانيةً لتشجيع الزبائن على القدوم إلى المقهى وطلب المأكولات والمشروبات، فأول سلسلة من المقاهي في العالم كانت في عام “1995” في المملكة المتحدة، ثم انتشرت في كثير من الدول العربية منذ سنوات قليلة وكان الهدف من وراء افتتاحها تحقيق الربح المادي.

فمقهى الانترنت سلاح ذو حدين، فيمكن أن يكون مفيدا جدا إذا تم استغلاله الاستغلال الأمثل كاستغلاله في الأبحاث العلمية، والاطلاع على الكتب الحديثة، والمكتبات العالمية الضخمة. فالإنترنت نافذة على العالم كله، ويمكن أن يكون ضارا وذلك بسبب المواقع التافهة والفاسدة التي لا تجدي نفعا وأحيانا تكون هذه المقاهي أوكارا للاستخدام السيء من بعض الزبائن وذلك من خلال الدخول إلى مواقع هدامة ولا أخلاقية بعيدا عن الرقابة والمحاسبة، والحرية المطلقة في استخدام الشبكة العنكبوتية، فأصحاب المقاهي لا يضعون القيود على استخدام مواقع الإنترنت مما يتيح للمستخدم حرية التنقل بين المواقع المحظورة في بعض الحالات، وخاصةً المواقع المحرمة وخاصةً فئة المراهقين الذين لديهم حبّ الفضول والمعرفة. فيتم إيقاع المشتركين في الكثير من قضايا النصب والاحتيال بسبب عدم اكتراثهم لنوعية المواقع التي يدخلون إليها لعدم مسؤوليتهم عنها ولكنهم يجدون أنفسهم قد وقعوا في المشاكل نتيجة الاستهتار واللامبالاة، ويتم من خلاله التعدي على حريات الآخرين واختراق أجهزتهم وخصوصيتهم وذلك لأن المستخدم لا يخاف من اختراق جهازه أو معرفته نظراً لامتلاك أشخاص آخرين المقهى والأجهزة الموجودة فيه.

ومن الملاحظ أن معظم زبائن هذه المقاهي هم من الشباب وذلك بسبب الفراغ الكبير الذي يعيشون فيه وفرارهم من الأعمال الجادة وإقبال الشباب على مقاهي الإنترنت هو من إهمال الرقابة الأسرية، وزيادة المشاكل فيها مما يجعل الفرد يحاول الهروب من المنزل بحثاً عن الراحة، والفضول والرغبة في البحث عن الممنوعات دون حسيبٍ ورقيب. توفر المبالغ المالية الكبيرة بين يدي الشباب. تحفّظ بعض الأسر من إدخال الإنترنت إلى بيوتهم فيلجأ الأفراد إلى المقاهي لتمضية الأوقات، وقلّة اللقاءات مع العائلة وبالتالي التفكك الأسري، فيجد الشخص مكاناً يقضي فيه أوقاتاً ترفيهيّة فيغيب عن البيت فتراتٍ طويلةٍ.

فمن رأيي لاستغلالها بشكل أفضل أن تستخدم مقاهي الانترنت برامج الترشيح والفلترة للمواقع، وتحديد مواعيد العمل فيها بحيث لا يتجاوز (12) ليلا، ومنع دخول من هم أقل من (5 1) سنة، ومراقبة المقاهي، وعمل زيارات مفاجئة لها، وتطوير وتعديل القوانين والأنظمة بحيث تكفل التصدي للمخالفات والاستخدام الغير صحيح لهذه المقاهي.