موضوع تعبير عن رعاية الآباء للأبناء

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعيَّتِهِ، فَالْأَميرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهوَ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَتهِ، وَالرَّجلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ راعٍ عَلَى مَالِ سَيِدِهِ وَهوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكلُكمْ رَاعٍ، وَكُلُكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعيَّتِهِ)

الأبناء هم قرة أعين الآباء لا شكَّ بأنَّ دور الأسرة والوالدين كبير في تربية الأبناء وتشكيل سلوكهم وأخلاقهم منذ أن يكونوا صغاراً، ولذلك يعتبر الابن مسؤولية والديه ورعايته أمانة في أعناقهم، فإن ربوه على الخير والمعروف كان من السعداء في الدنيا والآخرة، وإن ربوه على الشر وسوء الأخلاق تعس وشقي في الدنيا والآخرة، وكان وزر ذلك في رقبة والديه الذين لم يحسنوا تربيته. فالتربيةُ عملٌ شاق يحتاج إلى جهدٍ ووقتٍ كبير، وهي مهمةٌ ليست جديدة، فهي عملٌ فاضل ففيها يجب الاقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم-والصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح في تربية أتباعهم، وبمعرفةِ كيفيةِ تربيتهم لأتباعهم يتمُ مساعدتنا في التعرف على كيفية تربيتنا لأولادنا.

فالأديان السماوية حرصت دوماً على ضرورة تنشئة الأبناء والقيام برعايتهم على حياة قائمة على الصلاح وحسن التربية، من أجل المساعدة في بناء مجتمع متكافل ومتحاب وفعال وقوي البناء وكيانه قويم ومتماسك، وقد كان للإسلام الدور الأكبر في تسليط الضوء على أهمية رعاية الأبناء ونشأتهم نشأة سليمة، من أجل نشر المحبة والاحترام والخير وإنقاذ البشرية من الضلال الذي يقودها الى الهلاك، وما تحمله الطريقة من الصعوبات والتحديات، فتربية الأبناء في الإسلام جزء من التصور الإسلامي لتربية الفرد المسلم الذي يسعى لإعداد الفرد الصالح النافع في الحياة، فالتربية هي نوع من التزكية التي كانت محور بعثة النبي عليه الصلاة والسلام ومقصدها.

فالتربية تهيئ الولد والبنت للقيام بدورهم المنوط بهم؛ ودورهم لنفع أنفسهم ونفع مجتمعهم وأمتهم، فالمكون الأساسي لأي مجتمع هي الأسرة التي هي اللبنة الأولى له. الأسرة تتكون بدورها من أب وأم وأبناء، وكل فرد في الأسرة له واجبات وحقوق يجب أن يلتزم بها من أجل أن تسير الحياة على ما يرام. حيث أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأمهات والآباء أمام الأبناء من أجل مساعدتهم للوصول الى مستوى يكونون فيه قادرين على الاستقلال بأنفسهم.

 ومن الواجباتِ التي خصَّ الإسلامُ بها الأبناءَ مِن آبائهم ألا وهي:

  • حُسنُ اختيارِ الزَوجِ لزوجتِه: الزوجة هي التي ستكونُ أمَّاً، وتقعُ على عاتِقها تربية الأبناء، فإن صَلحت الأمُّ صلُحت تنشئة الأبناءِ وحَسُن تأديبهم.
  • حسنُ اختيار الاسم: من حقوق الأبناء أن يُحسن الآباء اختيارِ أسمائهم؛ فيُسمِّي الوالِدُ وَلده بما يليقُ ويُحمد، ليكون اسمه مبعَثَ فخرٍ وكرامة.
  • التَّهيئةُ المُثلى لِتنشئته وتربيته: كتوفيرِ الرِّزقِ والمالِ حتَّى تُحسِنَ رِعايَته وبناءه، وفي التَّوسعةِ على الأبناءِ حفظٌ لهم وحمايةٌ من الانحرافِ والفسق.
  • التَّربيةُ الإسلامية السَّليمة وحقُّهم في التعليم: الأب مسؤولٌ عن تنشئة أبنائهِ وتربيتهم تربيةً إسلاميَّةً تُعرّفهم الحلال والحرامَ.
  • المساواةُ بين الأبناء: فالمساواة بين الأبناء يتحقَّقُ به العدلُ والبرّ والمحبة بينهم.

أيها الأب والأم أبناؤنا هم رياحين الحياة وفلذات أكبادنا فعلينا الانتباه لهم وحسن تربيتهم فلقد أوصى الله ورسوله بهم خيراً.