موضوع تعبير عن شم النسيم

معظم الناس ينتظرون انتهاء فصل الشتاء بجوه الماطر، وبرده القارس، ليطرق فصل الربيع أبوابه بجوه البديع والرائع، ويصبح الجو لا بالحار ولا بالبارد، فهو فصل الزهور حيث تتفتح، وتصبح جميلة المنظر تسر الناظرين بألوانها المتعددة، ورائحتها الذكية الفواحة، فيوم شم النسيم هو بداية ذلك الفصل الجميل والذي يطلق عليه يوم الربيع ، ففيه فرحة معظم الناس وخاصة الشعب المصري تكتمل، ويحتفلون به كل سنة بزيارة أماكن المتنزهات، فتراهم يخرجون ومعهم أطفالهم إلى الحقول والحدائق مبكرين، ويسيرون على قنوات المياه فرحين، يستمتعون بجمال الطبيعة الخلاب ويطربون لزقزقة العصافير، وتغريد البلابل، وخرير المياه، ويجلسون تحت الأشجار، فإذا علت الشمس وانتصف النهار، قاموا ليتناولو ما يلذ لهم من الطعام والشراب وخاصة الفسيخ والرنجة والتي تكون عبارة عن سمك مضاف إليه الملح حتى يجف، حيث كان يرمز إلى الأهمية التي يقدمها نهر النيل للفراعنة من غذاء وري للمزروعات، وغيرها من الخضراوات كالخس الذي شاع استخدامه منذ عهد الأسرة الفرعونية الرابعة، وكانت له أهمية كبيرة في الإنجاب والتناسل، حيث توجد العديد من النقوش لصورته واسمه تحت صورة إله التناسل لدى الفراعنة، وعرف الخس آنذاك باسم عب، كما كشفت العديد من الدراسات الحديثة عن أهمية الخس في زيادة معدل الخصوبة والإنجاب، وأيضاً الجرجير والطماطم والليمون والحمص الأخضر وكذلك كميات من المياه الغازية، ويأخذون فترة من الراحة، ويستأنفون بعدها مرحهم وفرحتهم بجمال الطبيعة من حولهم، ومن مظاهر الاحتفال بهذا اليوم عندهم هو تلوين البيض وفيها يتم إحضار البيض المسلوق والقيام بتلوينه، ورسم الأشكال عليه، حتى إذا أذنت الشمس بالمغيب جمعوا شتاتهم، وعادوا إلى بيوتهم، وقد صفت نفوسهم، وصحت أبدانهم، وسعدوا بيوم الطبيعة الجميل وعيدها المشرق.

 فعيد شم النسيم مرتبط بالظواهر الفلكية والطبيعة في الحياة كذلك هو مرتبط بالمصريين، وهذا العيد هو العيد القديم لديهم، وهو من أعياد الفراعنة القدامى الذين بدأوا الاحتفال به منذ أكثر من 2700 عام قبل الميلاد وأطلقوا عليه اسم “عيد شموس” أي العيد الذي تبعث فيه الحياة من جديد، وبعد ذلك تحرفت كلمة شموس، نظرا للهجات المصرية المختلفة، لتتحول إلى شم، وتم إضافة نسيم في عصر الفراعنة حيث أن الجو به نسيم عليل والجو معتدل، وهبات النسيم الجميلة في فصل الربيع .
وقد تزامن خروج سيدنا موسى عليه السلام من مصر فصل الربيع واحتفال المصريون القدماء بعيد الربيع وقد زعم اليهود نظراً لأن سيدنا موسى اختار اليهود وخرجوا من أرض مصر وقرروا أن يحتفلوا به حتى لا يشعروا بالغربة بخروجهم من مصر وفي أثناء خروجهم نهبوا الثروات في حين احتفال الآخرين وانشغالهم بالاحتفال بعيد شم النسيم، وقد اتخذوه عيداً لهم لا بل اعتبروه رأس السنة العبرية، ويعتبر بمثابة احتفال بحياة جديدة، وخاصة بعد نجاتهم، أما في الدين المسيحي فقد وافق هذا اليوم احتفالهم بمختلف طوائفهم بعيد القيامة المجيد.